أوغندا تعود إلى الخرطوم وتفتح بلاغ في حميدتي

أوغندا تعود إلى الخرطوم وتفتح بلاغ في حميدتي

أوغندا بالعربي – الخرطوم – تقرير

 

في لحظة تحمل رمزية عميقة وعزمًا دبلوماسياً رفع الملحق العسكري الأوغندي العلم الأوغندي فوق سفارة بلاده في حي بري بالخرطوم، إيذاناً بالتسليم الرسمي للمبنى، وقامت المحلقية العسكرية بتدوين بلاغ جنائي ضد قوات الدعم السريع.

جاءت عودة الوفد الأوغندي إلى الخرطوم امس،  بغرض تفقد ممتلكاته الدبلوماسية، بما في ذلك مقر إقامة السفير في حي المنشية، في الوقت الذي تستعيد فيه القوات المسلحة السودانية السيطرة على معظم أنحاء الخرطوم. ويأتي هذا الاستقرار بعد أشهر من الاشتباكات العنيفة مع قوات الدعم السريع التي تركت مساحات واسعة من المدينة تحت الحصار وتعرضت السفارات الأجنبية للنهب والاحتلال.

وفي خطوة قانونية مهمة، زار الوفد الأوغندي مركز شرطة الرياض لتقديم شكوى جنائية بموجب المادة 174 من القانون الجنائي السوداني. ضد قائد قوات الدعم السريع، بسرقة خمس مركبات دبلوماسية ونهب كل من السفارة ومقر الإقامة الرسمي للسفير.

ويمثل هذا الإجراء لحظة نادرة في الدبلوماسية الأفريقية،أذ تواجه دولة جماعة مسلحة غير تابعة لدولة على أرض أجنبية عبر القنوات القانونية الرسمية. وعلى الرغم من تأطيرها كشكوى جنائية، فإن هذه الخطوة تبعث برسالة متعددة الأوجه.

لأنها تؤكد مجدداً التزام أوغندا بسيادة القانون حتى في البيئات المتصدعة، وتشير إلى أن كمبالا لا تزال تعتبر الخرطوم شريكاً حيوياً في التوازن الإقليمي المتغير للقوى.

وإلى جانب الجهود المبذولة لتشكيل مستقبل السودان، يظهر الإجراء الأوغندي أيضًا رفضًا للتخلي عن حصتها في هيكل الأمن في منطقة القرن الأفريقي.

وبعيدًا عن كونه مجرد إجراء قانوني أو دبلوماسي شكلي، فإن إعادة فتح بعثة أوغندا في الخرطوم بمثابة إعلان عن الاستمرارية. فهي تؤكد أن الرابطة بين الشعبين السوداني والأوغندي قد صمدت أمام تقلبات الحرب والاضطرابات السياسية والتفكك الإقليمي.

بالنسبة لأوغندا، فإن الحفاظ على تواجده الدبلوماسي في الخرطوم لا يتعلق فقط بحماية الممتلكات، بل هو تأكيد استراتيجي للتضامن والنفوذ في منعطف تاريخي حاسم.

وبينما تستقر الخرطوم ببطء تحت قيادة القوات المسلحة السودانية، فإن إعادة فتحها أمام الحلفاء الأفارقة القدامى قد يقدم لمحة عن تجديد حذر.

بالنسبة لأوغندا، فإن رفع علمها في قلب المدينة هو عودة إلى الوطن وإعلان عن أخوة دائمة، يتردد صداها لعقود من النضال المشترك والدبلوماسية والطموح الإقليمي.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر