حزب المؤتمر الشعبي الأوغندي يحدد رسوم ترشيح باهظة للرئاسة ويحذر الطامحين: “لا مكان للمفلسين”

 

أوغندا بالعربيكمبالا 

أطلق حزب المؤتمر الشعبي الأوغندي حملة انتخابية مبكرة استعدادًا للانتخابات العامة المقررة في عام 2026، وحدد رسوم ترشيح باهظة لمنصب الرئاسة تبلغ 20 مليون شلن أوغندي، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا. 

وخلال إعلان خارطة الطريق الانتخابية للحزب، وجه الحاج كازيمبيراين محمود، رئيس اللجنة الانتخابية لحزب المؤتمر الشعبي الأوغندي، رسالة قوية إلى المرشحين المحتملين، قائلًا (إذا لم تتمكنوا من دفع رسوم الترشيح البالغة 20 مليون شلن، فكيف ستنفقون أكثر من 20 مليار شلن على الحملات الانتخابية على مستوى البلاد). 

وبهذه الرسالة، أراد الحزب أن يوضح أن الساحة السياسية ليست مكانًا لضعاف القلوب أو ذوي الميزانيات المحدودة. 

وبموجب الإرشادات الجديدة، يُطلب من أي مرشح يسعى للحصول على ترشيح الحزب للرئاسة دفع 20 مليون شلن، تُحول مباشرة إلى الحساب البنكي المخصص للحزب قبل قبول أوراق الترشيح رسميًا. 

قال كازيمبيراين بابتسامة ساخرة (لا تترددوا في استلام استمارة الترشيح، ولكن لإعادتها، يجب أن تكونوا أثرياء). 

بررت قيادة حزب المؤتمر الشعبي الأوغندي الرسوم المرتفعة بأنها إجراء فرز لضمان ترشح المرشحين الجادين فقط، الذين يتمتعون بالقدرة المالية على خوض حملة انتخابية وطنية حقيقية. وفي بلد تتكلف فيه الحملات الانتخابية الوطنية مليارات الشلنات، يبدو أن الحزب يرسل رسالة واضحة: إذا لم تكن لديكم الأموال الكافية، فربما لستم مستعدين لدخول معترك السياسة. 

ولم يقتصر الأمر على رسوم الترشيح للرئاسة، فقد حدد حزب المؤتمر الشعبي الأوغندي رسومًا للترشيح لمناصب سياسية أخرى، حيث تبلغ رسوم الترشيح لعضوية البرلمان ورئاسة البلديات مليون شلن، ورئاسة مجالس المناطق المحلية 500,000 شلن، ورئاسة بلديات المقاطعات 200,000 شلن، وعضوية مجالس المناطق المحلية 100,000 شلن، وعضوية المجالس المحلية الأخرى 20,000 شلن أو أقل. 

إن التركيز الواضح على المال يذكرنا بواقع السياسة الحديثة، حيث لا تكفي الشعارات والشغف وحدهما للفوز بالانتخابات، بل تتطلب الحملات الانتخابية ميزانيات ضخمة لتغطية تكاليف المنشورات، والبث الإذاعي، والتجمعات الحاشدة. 

وقد سخر كازيمبيراين من فكرة خوض حملة انتخابية بميزانية محدودة، وأضاف (ريدون خوض حملة انتخابية بمبلغ 500 ألف شلن فقط؟ سيتم ابتلاعكم قبل أن تصلوا إلى المقاطعة الفرعية). 

وقد عبر بعض أعضاء حزب المؤتمر الشعبي الأوغندي عن قلقهم من أن رسوم الترشيح المرتفعة قد تستبعد المرشحين الشباب النشطين الذين يمتلكون أفكاراً مبتكرة، ولكنهم يفتقرون إلى الثروة. 

وقال أحد القادة الشباب، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “هذا الحزب يتحول إلى نادٍ للأثرياء. من أين سيأتي الحزب بأصوات الشباب؟” 

إلا أن قيادة الحزب تبدو غير مبالية بالانتقادات، مؤكدة أن القوة المالية هي أداة ضرورية للبقاء السياسي في المشهد الانتخابي الأوغندي المتطلب والمكلف. 

ومع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية من مايو إلى أغسطس 2025، يسرع حزب المؤتمر الشعبي الأوغندي من وتيرة عملياته في محاولة لتحقيق عودة قوية إلى الساحة السياسية. وستجرى ترشيحات الحزب للرئاسة على مستوى القواعد الشعبية والمقاطعات، على أن تجرى الانتخابات الرئاسية النهائية داخل الحزب في 30 يوليو 2025. 

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر