أوغندا بالعربي-متابعات
أمرت السلطات التركية، الأربعاء، باعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنافس الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان، إلى جانب حوالي 100 شخص آخر، وفقًا لما ذكرته وكالة “الأناضول” الرسمية. وأفاد فريق إمام أوغلو في رسالة صوتية أن قوات الأمن داهمت منزله، متهمًا السلطات باستخدام الشرطة لتحقيق أهداف سياسية، حسبما نقلت شبكة CNN.
وفي منشور على منصة “إكس”، أعلن مراد أونجون، المستشار الصحفي لإمام أوغلو، أن الأخير محتجز دون تقديم أي أسباب واضحة. يأتي هذا التطور بعد يوم واحد من قرار السلطات التركية سحب شهادته الجامعية، مما قد يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2028. كما يتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية لحزب الشعب الجمهوري، حيث كان من المتوقع أن يتم ترشيح إمام أوغلو كمرشح رئاسي.
يواجه إمام أوغلو خطرًا سياسيًا كبيرًا بعد إلغاء شهادته الجامعية، وهو قرار أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية. القرار، الذي اتخذته جامعة إسطنبول، يأتي قبل أيام من اجتماع حزب الشعب الجمهوري المقرر في 23 مارس الجاري، حيث كان يُنظر إلى إمام أوغلو كأحد أبرز المرشحين لرئاسة الحزب. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف إلى عرقلة مسيرته السياسية ومنعه من منافسة أردوغان.
وفي منشور له على منصة “إكس”، وصف إمام أوغلو القرار بأنه “غير قانوني”، مؤكدًا أن السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار تقع حصريًا على عاتق مجلس إدارة كلية إدارة الأعمال. وتعهد بمواصلة نضاله، قائلاً: “لقد اقتربت الأيام التي سيُحاسب فيها متخذو هذا القرار أمام التاريخ والعدالة”.
يجادل منتقدو إمام أوغلو بأن جامعته السابقة لم تكن معترفًا بها من قِبل مجلس التعليم العالي التركي. وفي الوقت نفسه، بدأ مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقًا معه بتهمة “تزوير وثيقة رسمية”. ومع ذلك، يؤكد إمام أوغلو أن جامعة إسطنبول أصدرت له شهادة معادلة، مما يجعل شهادته قانونية.
برز إمام أوغلو كواحد من أكثر السياسيين شعبية في تركيا بعد فوزه في ثلاث انتخابات محلية متتالية في إسطنبول، حيث تمكن حزب الشعب الجمهوري المعارض من قلب الدوائر التي كان يسيطر عليها الحزب الحاكم. ويُنظر إليه على أنه أخطر منافس للرئيس أردوغان، مما يجعل التطورات الأخيرة ذات أهمية كبيرة في المشهد السياسي التركي.
تظل هذه الأحداث محور اهتمام محلي ودولي، حيث يرى الكثيرون أنها تعكس تصعيدًا سياسيًا قد يؤثر على مستقبل الديمقراطية في تركيا.