فريدا كولومبا

السفير الأوغندي لدى السودان في حوار المجلة الاقتصادية العربية: ذهبت للسودان طالباً صغيراً وعدت إليه سفيراً ..وهذه رسالتي

 

أوغندا بالعربي – حوار خاص للمجلة الاقتصادية

 

 

المقدمة

في منطقة انسوتوكا بوغيريري بمحافظة كايونغا بدولة أوغندا نشأ ، راشد بن يحيى سيمودو تحت كنف أجداده ، هادئاً محباً للعلم ولسماحة الخٌلق ،نهل من معين أسرته وأسلافه الأخلاق والتواضع ، والكرم ؛ شغفه للعلم كان جسراً لمسيرة حافلة بدأها منذ عام 1978بمدرسة انسوتوكا الإسلامية ومن ثم إلى معهد بلال الإسلامي في كمبالا في عام 1989 ؛ثم التحق بالتعليم الثانوي في المركز الإسلامي الأفريقي في العاصمة السودانية الخرطوم ثم أكمل الدراسة الثانوية والجامعية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، حيث حصل على درجة الماجستير في الشريعة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،ثم حصل على درجة الدكتوراه، في الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى .

عندما اندلعت حرب السودان في ٢٥ ابريل من العام ٢٠٢٣ ، كان سيمودو مهموم بأوضاع السودانيين الذين لجأوا إلى أوغندا ، فعمل جاهداً بهمة وعزيمة حتى أزال العقبات التي تعترض طريقهم .

يقول ، سيمودو ، إن السودانيين الذين وفدوا إلى أوغندا ليس لاجئون بل هم إخوة ، مشيراً إلى أن مايقومون به إتجاهم ماهو إلا الواجب ، واردف ، مهما قدمنا للسودانيين لن نوفي بحقهم .

في هذا السياق ، تسعى “المجلة الاقتصادية العربية ” للتعرف على شخصية إسلامية عربية لها جهد خاص في توفيق أوضاع السودانيين في أوغندا ، وذلك من خلال إستنطاق سفير أوغندا في السودان د. راشد يحيى سيمودو ، فماذا قال؟

 

بداية .. السفير سيمودو ، من هو ؟ وفي أين بلدة ترعرع ونشأة ؟

أنا ، الدكتور السفير راشد يحيى سيمودو .. موطني قرية انسوتوكا في محافظة كايونغا. وعشت بها مراحل طفولتي
وانا الإبن التاسع للحاج يحيى صالح سالم من بين أولاده ٣٧ الذكور والإناث.

ماذا عن مراحلك الدراسية؟

درست المرحلة الابتدائية في مدرسة الهدي الإسلامي في انسوتوكا ثم التحقت بمعهد بلال الإسلامي التي درست فيها المرحلة الإعدادية وعندما بلغت عمري ١٤ سافرت إلى جمهورية السودان حيث التحقت بالمركز الإسلامي الأفريقي ونلت منه شهادة أولى ثانوي ، و في سن الخامس عشرة التحقت بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية حيث درست فيها لمدة ثمانية عشرة سنة ابتداءً بالمرحلة الثانوية وانتهاءا بمرحلة الدكتوراه في قسم الفقه بكلية الشريعة وقتها حققت درجة الامتياز مع الشرف الاول واصبحت بذلك أول أوغندي أتحصل على الدكتوراة في الفقه الإسلامي.

كيف تأثرت بالمجتمع الإسلامي الأوغندي ؟

بالطبع ، الأجواء التي عشت فيها كانت إسلامية حيث شاركت في برنامج الخطابة في المساجد في الجامعات والأعياد .

ماهي المدارس والجامعات التي درست بها؟

درست المرحلة الابتدائية في قرية انسوتوكا ثم الإعدادية في معهد بلال في كمبالا ثم أولى ثانوي في المركز الإسلامي الأفريقي في السودان ثم الثانوية وكلية الشريعة والماجستير والدكتوراة في الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

ننتقل للحياة المهنية .. بحكم عملك الدبلوماسي .. كيف كانت مسيرتك المهنية ؟

بدأت مسيرتي الدبلوماسية من المملكة العربية السعودية في عام ٢٠١٢م.

بدرجة سفير ؟

نعم ، سفيراً مقيماً في الرياض.

بعد المملكة العربية السعودية .. أين كانت الوجهة ؟

تم تعييني سفيراً غير مقيم في كل من قطر والكويت والبحرين وعمان والأردن واليمن ومندوب دائم في منظمة التعاون الإسلامي .

ثم ماذا بعد ذلك؟

تم تعيني سفيرا لدى جمهورية السودان والمغرب وتشاد وإريتريا ومبعوث خاص لفخامة الرئيس إلى دولة قطر.

لنقف في السودان قليلاً .. حدثنا عن تفاصيل وجودك هناك؟

* ابتهجت سرورا بحصولي على منحة دراسية من المركز الإسلامي الأفريقي فور انتهائي من المرحلة الإعدادية ، وكنت أصغر طالب في المركز وحظيت بالعناية الفائقة من قبل جميع المسؤولين في المركز. ما جعلني أشعر أني بين أهلي ولم أشعر بالغربة رغم صغر السن طيلة الفترة التي قضيتها في السودان.

ماهو شعورك عندما تم تعينك سفيراً في السودان الذي كنت فيه طالبا للدراسة ؟

جاءني خبر تعييني سفيرا للسودان بابتهاج شديد وتذكرت قصة موسى عليه السلام حين عاد إلى أمه بعد فترة الغياب الطويل وما قال فيه الله سبحانه وتعالى: فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن. وأحسست إني ذلك الولد الصغير الذي ذهب إلى السودان للدراسة ونال من شعبه الكريم الكثير من الكرم ثم عاد إليها كبيرا ومسؤولا لخدمة بلديه في منصب سفير.

ذكرت بأنك كنت سفيراً في عدد من الدول العربية .. كيف تصف لنا مسيرتك الدبلوماسية في هذه الدول ؟

لقد استمتعت طيلة فترة عملي كسفير في الدول العربية لدرجة تعلمت اللغة العربية وعاداتهم وثقافتهم والتي كانت دائما من أدوات النجاح في مهامي الرسمية والدبلوماسية .. وشعرت أنني واحد من هذه الدول ولا اشعر بالغربة أبدا بل وزادني دائما من الإحساس بالمسؤولية في ربط أعلى قدر من مستوى العلاقات بين بلدي اوغندا وجميع البلدان العربية التي كلفت بالعمل فيها سفيرا.

حدثنا عن جهودك في تذليل تحديات السودانيين في أوغندا؟

* لن أنسى كلمة فخامة رئيس جمهورية اوغندا لضيفه السيد مالك عقار الذي وفد مبعوثا خاصا لفخامة الرئيس السودان الفريق الاول عبد الفتاح البرهان حين شكره في كلمته عن استقبال من سماهم باللاجئين السوداننين في اوغندا ورد فخامة الرئيس يوويري كاجوتا موسيفيني انه لا يتقبل تسمية اخوانه واخواته من السودان بلاجئين. بل هم اخوة وأخوات في بلدهم الثاني اوغندا. وهذا هو شعور الشعب الاوغندي على مستوى الحكومة والشعب تجاه اخوانهم وأخواتهم من السودان. ولم نفعل إلا الواجب ونحس انهم يحتاجون إلى امثر وانقر واننا مهما بلغنا لن نوفي بحقهم.

عندما تم منحك جائزة الموظف الحكومي المثالي .. كيف كان شعورك ؟

أشعر بالفخر الكبير والاعتزاز بهذا الفوز العظيم والذي احسسني بالحب والثقة من قبل اخواني واخواني. وخاصة انه قد كان ضمن المرشحين اسماء كبيرة جدا في البلد بمن فيهم: النائب الثاني رئيسة الوزراء ونائب رئيس الحزب الحاكم ووزيرة شؤون كمبالا ووكيل وزارة المالية ووكيل وزارة شؤون الرئاسة والرئيس السابق للجنة الانتخابية والناطق باسم الجيش في الصومال ووكيلة وزارة الاعلام والتكنولوجيا.
فيعجز لساني عن الشكر على هذه المشاعر الصادقة الممزوجة بالحب والثقة. واشكر الله تعالى واشكر الجميع الذين تسببوا لي بالفوز بهذه الجائزة النبيلة بمناسبة مرور خمسن عاما على انشاء المجلس الأعلى الإسلامي.

كلمة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني؟

اشكر فخامة الرئيس يوويري كاجوتا موسيفيني على ثقته بي وائتماني بهذه المسوولية العطيمة في خدمة بلدي أوغندا إلى اغلب الدول العربية واؤكد لفخامته اني سأظل دايما موضع ثقته بالقيام بالواجب على اكمل وجه باذن الله تعالى.

رسالة لدولة قطر التي قضيت فيها فترة طويلة ولآخرين في ذاكرتك؟

اشكر سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني أمير دولة قطر على حسن استقبالي سفيرا في دولة قطر مرة واستقباله لي ايضا مبعوثا خاصا لفخامة الرئيس مرة اخرى. واقدر جميع التسهيلات التي قدمت لي في تسهيل مهامي من قبل الحكومة والشعب.

كذلك أشكر الملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على احتضاني في سن الصبا وتعليمي جميع المراحل الدراسية المهمة على منحة دراسية من قبل الحكومة السعودية طيلة فترة الثمانية عشرة سنة التي قضيتها على مقاعد الدراسة. واشكر حكومة المملكة العربية السعودية على حسن استقبالي واحتضاني سفيرا وعلى جميع التسهيلات التي قدمت لي وتمكيني من اداء مهامي على اكمل وجه فترة عملي سفيرا ومندوبا دايما في منظمة التعاون الإسلامي.
كما أشكر السودان السودان حكومة وشعباً لاستقبالي منذ أن كنت طالبا وسفيراً ..كما أقدم أيضاً خالص شكري لكافة الدول العربية التي عملت بها وشكر خاص للمجلة الاقتصادية العربية

 

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر

قد يعجبك أيضاً