أوغندا بالعربي- الجزيرة نت
يتصاعد التوتر بين الحكومة السودانية والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” بسبب تعاطيها مع الأزمة التي يعيشها السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتنظر الخرطوم لهذه المنظمة الإقليمية بعين الريبة منذ قمتها في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين اتهمت وزارة الخارجية سكرتارية إيغاد بإغفال ملاحظات مهمة دفع بها الوفد السوداني.
وأوضحت أن الوفد أبلغ السكرتارية بأن لديه تحفظات جوهرية على مسودة البيان الختامي للقمة، وأنه لاحظ إقحام فقرات دون مسوغ، فضلا عن “الصياغة المعيبة” لما اتُفق عليه في بعض المسائل المهمة.
وطالبها الوفد بتصحيح ما ورد بشأن موافقة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان على لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” حيث اشترط البرهان -لعقد اللقاء- إقرار وقف دائم لإطلاق النار وخروج قوات “التمرد” من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها، وهو ما لم يتضمنه البيان.
وأكدت الخارجية أن البيان -بصيغته تلك- افتقر للتوافق، ولا يعد وثيقة قانونية لإيغاد.
غضب الخرطوم
في الأثناء، حددت إيغاد تاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي موعدا للقاء الجنرالين في جيبوتي برعاية إسماعيل عمر جيله رئيس البلد المضيف الذي يرأس هذه المنظمة.
وبحسب مصدر موثوق تحدث للجزيرة نت، فإن حميدتي أبلغ جيله بأنه لن يلتقي البرهان إلا بحضور كل القادة، وألا يقتصر الاجتماع على جيله منفردا، لكن سكرتارية إيغاد لم تخطر الخرطوم بطلب حميدتي وتحدثت فقط عن أسباب “فنية” تحول دون عقد الاجتماع وطلبت من البرهان -في اللحظات الأخيرة- إلغاء رحلته إلى جيبوتي.
ويقول هذا المصدر (فضل عدم ذكر اسمه)، إن الأوساط الحكومية أغضبها للغاية ظهور حميدتي المفاجئ في أوغندا بالتاريخ نفسه الذي كان محددا للاجتماع بالبرهان، مما يفند التبريرات بشأن العوائق الفنية التي تحدثت عنها الخارجية الجيبوتية.
كما تزايدت الشكوك لدى الحكومة السودانية تجاه دور إيغاد في الأزمة بعد استقبال أغلب رؤساء دول المنظمة حميدتي ببروتوكولات رسمية والاحتفاء بزيارته دون اعتبار لتصنيف الحكومة له كـ”قائد مليشيا تمردت على الدولة وتمارس انتهاكات فظيعة بحق المواطنين”.
ودعت إيغاد الأسبوع الماضي إلى قمة استثنائية طارئة الخميس المقبل في أوغندا لبحث أوضاع السودان والخلاف بين إثيوبيا والصومال، ووجهت الدعوة رسميا للبرهان وحميدتي في محاولة لجمعهما على طاولة واحدة لوقف الحرب.
لكن الحكومة السودانية قررت مقاطعة هذه القمة رسميا، وقالت -في بيان صادر عن مجلس السيادة- إن إيغاد لم تلتزم بتنفيذ مخرجات القمة الأخيرة في جيبوتي بجمع البرهان وحميدتي ولم تقدم تبريرا مقنعا لإلغاء اللقاء الذي دعت له بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وشجبت الخارجية السودانية دعوة إيغاد حميدتي إلى قمة أوغندا، وقالت -في بيان- إنها خطوة تمثل انتهاكا صارخا للاتفاقية المؤسسة للمنظمة وكل قواعد عمل المنظمات الدولية، وإنها “استخفاف بالغ بضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي وكل الفظائع التي تمارسها عصابات الجنجويد في أنحاء مختلفة من البلاد” وفق نص البيان.