تنزانيا تتحدى هيمنة كينيا على صادرات الأفوكادو مستغلة أزمة البحر الأحمر

تنزانيا تتحدى هيمنة كينيا على صادرات الأفوكادو مستغلة أزمة البحر الأحمر

أوغندا بالعربي – وكالة بيرد – تقرير 

في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر وتأثيرها على طرق التجارة العالمية، تبرز تنزانيا كمنافس قوي لتحدي هيمنة كينيا على صادرات الأفوكادو الأفريقية. وتعمل تنزانيا بقوة على التوسع في أسواق ناشئة مثل الهند، مستغلة الظروف التجارية الجديدة.

 

أزمة البحر الأحمر تفتح الأبواب أمام تنزانيا

 أدت أزمة الملاحة في البحر الأحمر الممر المائي الدولي الحيوي، والتي تفاقمت بسبب تصاعد هجمات جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيين) على السفن التجارية، إلى تعطيل الخدمات اللوجستية البحرية التقليدية.

مما اضطر شركات الشحن البحرية إلى تغيير مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح، وتسبب تغير المسار والالتفاف في مضاعفة أوقات النقل، ,خاصة بالنسبة لأفوكادو كينيا المتجه إلى الأسواق الأوروبية، وارتفعت المدة من 18-20 يوماً إلى 40-45 يوماً، ومما أدى إلى وصول الشحنات وهي ناضجة أكثر من اللازم وتراجع جودتها وأرباحها.

كينيا.. تراجع في إنتاج وتصدير الأفوكادو

ووفقاً لمديرية المحاصيل البستانية في كينيا، فلقد انخفض إجمالي صادرات البستنة في البلاد بنحو 13% في عام 2024، وكان الأفوكادو من بين المنتجات الأكثر تضرراً.

الهند السوق لأفوكادو تنزانيا

في المقابل، تشهد تنزانيا، التي كانت تعتبر في السابق لاعباً أصغر في تجارة الأفوكادو الإقليمية، ارتفاعاً في الطلب العالمي مرتبطاً بتحولها الاستراتيجي نحو الأسواق غير التقليدية، ويتوقع الآن أن تحدث تغييراً كبيرًا في سوق التصدير في القارة.

وتظهر بيانات من جمعية البستنة التنزانية، وهي جمعية للقطاع الخاص تمثل صناعة البستنة في تنزانيا، والبنك الدولي، أن الهند تبرز كوجهة رئيسية، وتقدم اتفاقيات تجارية مواتية، بما في ذلك الإعفاء من الرسوم الجمركية على الأفوكادو التنزاني، ومما منحها ميزة تنافسية على مصدري الأفوكادو الأفريقيين الآخرين.

وقالت الرئيسة التنفيذية لجمعية البستنة التنزانية جاكلين مكيندي خلال إعلان إحصائيات القطاع في تنزانيا: (يقدم السوق الهندي ظروفًا مواتية بشكل خاص للمصدرين التنزانيين، مع أوقات شحن أقصر تتراوح بين 12-14 يومًا، وتستفيد تنزانيا من الإعفاءات الجمركية، بينما يواجه منافسون مثل كينيا رسومًا جمركية بنسبة 30% على قيمة CIF).

طريق دار السلام يوفر تكاليف الشحن

وعلى الرغم من تحديات البحر الأحمر، ظلت صادرات الأفوكادو التنزانية مستقرة نسبياً، وتدرس البلاد استخدام طريق دار السلام بدلاً من مومباسا، وهو ما تقول إنه يمكن أن يوفر للمصدرين حوالي 2500 دولار أمريكي لكل شحنة.

نمو مطرد لصادرات الأفوكادو التنزانية

ووفقًا لـ(البستنة التنزانية)، أصبحت الهند الآن ثاني أكبر سوق لأفوكادو تنزانيا بنسبة (30%) بعد أوروبا (40%)، بينما تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 19%، وتمتلك أسواق جنوب أفريقيا وكينيا والصين مجتمعة 11% من التجارة.

هذا ولقد ارتفعت صادرات الأفوكادو التنزانية إلى الهند إلى 3.2 مليون كيلوغرام بقيمة تقدر بحوالي 4.9 مليون دولار أمريكي في عام 2023، أي أكثر من ضعف 1.5 مليون كيلوغرام في العام السابق، وفقاً لبيانات البنك الدولي في بوابة حلول التجارة المتكاملة العالمية.

كما فاقت صادرات تنزانيا إلى الهند كمية أفوكادو كينيا المتداولة في السوق في ذلك الوقت والتي بلغت 9,216 كيلوغراماً، مما جعل تنزانيا من كبار المصدرين إلى الهند.

وقالت مكيندي: (القطاع ينمو بسرعة. إذا اعتنينا به وكنا حذرين في قراراتنا واستراتيجياتنا، فستتمكن تنزانيا من قيادة أفريقيا وتحقيق اقتصاد مستدام).

وخلال السنوات الخمس الماضية، أظهرت إحصائيات (البستنة التنزانية) الصادرة في أبريل أن صادرات الأفوكادو في البلاد زادت بنسبة 74% من 15,432 طناً في 2020/2021 إلى 26,826 طناً في 2022/2023 بقيمة 77.3 مليون دولار أمريكي.

وتقدر صادرات تنزانيا بنحو 31,950 طنًا مع نمو سنوي في حجم الإنتاج بنسبة 20% ليصل إلى 195,000 طن في السنة المالية 2023-2024.

خطط طموحة لتوسيع إنتاج الأفوكادو 

ويُتوقع أن يصل إنتاج تنزانيا على المدى الطويل إلى 2.29 مليون طن بحلول عام 2035/36، مع إمكانية ارتفاع عائدات التصدير إلى 2.8 مليار دولار أمريكي، مدفوعة بشكل كبير بالهند والإمارات العربية المتحدة والأسواق الجديدة في جنوب شرق آسيا.

تشمل مناطق إنتاج الأفوكادو الرئيسية في تنزانيا نجومبي المعروفة بأصناف هاس وفورتي، وإيرينغا، ومبيا، وأروشا، وتانغا، وهي منطقة ناشئة.

ومن بين مزارع الأفوكادو الكبيرة في تنزانيا أفريكادو، وهي شركة رائدة في إنتاج الأفوكادو التجاري تدير 137 هكتاراً من الأراضي وتتعاون مع أكثر من 2200 من صغار المزارعين.

ومن المزارع الكبيرة الأخرى شركة رونغوي للأفوكادو، التي تحصل على الأفوكادو من حوالي 3600 مزارع خارجي، ومزرعة لوبيمبي للأفوكادو، التي تغطي 300 فدان وتركز على زراعة وتسويق الأفوكادو العضوي.

جهود حكومية لدعم مزارعي الأفوكادو

في أوائل أبريل أكد وزير الزراعة التنزاني حسين باشي، خلال مناقشات مع كبار المسؤولين التنفيذيين في هيئة تنظيم الحبوب والمنتجات الأخرى، وجمعية البستنة التنزانية، وجمعية الأفوكادو التنزانية، التزام الحكومة بمواصلة تمكين صغار المزارعين من الوصول المباشر إلى الأسواق الدولية.

وقال باشي: “ستواصل الحكومة دعم جهود المزارعين ورجال الأعمال المحليين حتى ينمووا تجاريًا ويصبحوا في نهاية المطاف حلقة حيوية وقوية في تعزيز وتطوير قطاع الأفوكادو في البلاد.

وقد صدرت كينيا، أكبر مصدر للأفوكادو في أفريقيا من حيث الحجم، حوالي 122 مليون كيلوغرام من الأفوكادو في عام 2023، تم توفيرها بشكل كبير من قبل صغار المزارعين.

ويقدر تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية انخفاض إنتاج الأفوكادو في كينيا بنسبة 11.2 بالمائة ليصل إلى 562 ألف طن متري في عام 2024. وذكر التقرير أن “هذا الانخفاض يعزى إلى حد كبير إلى انخفاض هطول الأمطار، على الرغم من أن ضوابط التصدير ربما أثرت بشكل طفيف على الإنتاج أيضاً.

جنوب أفريقيا.. لاعب قوي 

وتحتل جنوب أفريقيا المرتبة الثانية كأكبر مصدر للأفوكادو في القارة حيث صدرت 70.9 مليون كيلوغرام ولكنها تحتل المرتبة الأولى من حيث إجمالي قيمة الصادرات بقيمة 144.4 مليون دولار أمريكي، وذلك بسبب التركيز على الصادرات المتميزة. وقد ظلت جنوب أفريقيا، التي دخلت سوق الهند في أبريل 2024، معزولة إلى حد كبير عن تداعيات البحر الأحمر بسبب اعتمادها الحالي على طرق الشحن حول رأس الرجاء الصالح.

مشاركة الخبر

مشاركة الخبر