أوغندا بالعربي – كمبالا
استضافت العاصمة كمبالا ورشة عمل مكثفة استمرت ليومين، جمعت نخبة من الصحفيين والناشطين في المجتمع المدني، وممثلين عن قوة الشرطة الأوغندية، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجالات حرية التعبير، والحفاظ على النظام العام، وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين أثناء تأديتهم لمهامهم.
نُظمت ورشة العمل، التي اختُتمت فعالياتها في الثلاثين من أبريل 2025، بمبادرة مشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والمركز الأفريقي لحرية المعلومات، ومكتب الأمم المتحدة في أوغندا.
وقد جاء توقيت هذه الورشة التدريبية استراتيجيًا، حيث تتأهب البلاد لخوض الانتخابات العامة المقررة في عام 2026، وهي فترة شهدت تاريخيًا توترًا ملحوظًا في طبيعة العلاقة بين الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام المختلفة.
وقد صُممت فعاليات ورشة العمل بعناية فائقة لتعزيز الحوار البناء والتفاهم المتبادل بين الطرفين، مع التركيز على استخدام أساليب تعلم تفاعلية تعتمد على دراسة الحالات العملية، والجلسات النقاشية الثرية، والمحاكاة الواقعية لمواقف محتملة.
وأكد المنظمون على الأهمية القصوى لإرساء آليات تعاون مستدامة وطويلة الأمد تهدف إلى تخفيف حدة التوترات التي قد تنشأ بين وسائل الإعلام وأجهزة إنفاذ القانون، بالإضافة إلى التأكيد مجددًا على الدور الحيوي الذي تضطلع به المؤسستان في خدمة الصالح العام.
وفي السياق، تحدث في الورشة المفوض العام للشرطة الأوغندية ومدير إدارة حقوق الإنسان والشؤون القانونية تشارلز كاتاراتامبي، المفوض العام للشرطة وقال: (تمثل هذه الورشة نقطة انطلاق حاسمة نحو بناء علاقة أكثر انسجامًا وتناغمًا بين أجهزة إنفاذ القانون ووسائل الإعلام).
وأضاف (إن الصحفيين وضباط الشرطة هم في حقيقة الأمر حلفاء استراتيجيون في خدمة المجتمع. ولكن مع التوسع المتزايد لما يُعرف بصحافة المواطن، تراجعت المهنية في بعض الأحيان، مما أدى إلى تأجيج مشاعر انعدام الثقة بين الطرفين. هذا التدريب حيوي لإعادة بناء تلك الثقة المتضررة).
وقد انخرط المشاركون في مناقشات معمقة تناولت المعايير القانونية الدولية التي تدعم حرية الصحافة، واستكشفوا الحدود المهنية والتحديات الأخلاقية التي تواجه العاملين في المجال الإعلامي، وتأملوا في الدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به أجهزة إنفاذ القانون في حماية العمل الإعلامي وتيسيره، لا إعاقته وتقييده.
من جهته أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة في أوغندا ليونارد زولو اهمية حرية التعبير، واستشهد بالرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2025، وعلى المخاطر الجسيمة التي تهدد حرية الإعلام.
وقال ليونادرو في كلمته خلال الورشة: (إن الصحافة الحرة والمستقلة هي منفعة عامة أساسية لا غنى عنها، وإنها الركيزة الأساسية للمساءلة، والعدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان. وعندما يعجز الصحفيون عن القيام بعملهم بحرية، فإننا جميعًا نخسر).